هل يقترب الحاسوب من محاكاة الدماغ البشري ؟

عزيز شرحبيل
إذا قارننا ذاكرة أحدث الأنظمة المعلوماتية وسرعة استنباط الصور المخزنة فيها بالإمكانيات الضخمة التي يتيحها العقل البشري بحيث تستطيع استحضار أحداث تعود لسنوات بحيثياتها الدقيقة؛ بألوانها المرئية والمقرية وتنوع أصوات الافراد واختلاف وضعياتهم كالجلوس والوقوف والتمدد الى غير ذلك من تموضعات دقيقة، تجد الإمكانيات التكنولوجية كالكسيح في حلبة السباق. فبينما يكون السائق قد أرسل رجله في طلب دواسة السرعة ممعنا الضغط عليها بغية تجاوز سيارة تقف في طريق تقدمه وقد تأتى له أن يحرك ناقلته في موازاتها؛ تتراءى له سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس قد يكون الاصطدام بها حتميا. يتلقى عقله المشهد فيحلله ليطرح الاختيارات المتاحة التي تتلخص بين الفرملة مما يشكل خطرا حقيقيا بفقد السيطرة على الناقلة او الارتطام بسيارات أخرى تقبع في الخلف أو المجازفة باستعمال السرعة القصوى لإنجاح عملية التجاوز على أمل ان يتعاون سائق السيارة القادمة بتخفيض سرعة ناقلته.
كل هذه الارهاصات مصدرها الصور التي ألفها العقل عن المستقبل الذي يجب الحيلولة دون تحققه؛ حيث يرى السائق في شاشة مخيلته صور المعزين يتوافدون على مأثمه واحبائه ينتحبون عليه ذاكرين محاسنه ومعددين خصاله الحميدة، ثم تأتي صور الدفن والقبر لترفع نسبة الدريانين الى درجة الهلع ثم يقرر العقل المجازفة فيأمر أعصاب القدم بالتحرك للضغط على دواسة السرعة وتركز أصابع اليد على ارسال إشارات ضوئية للقادم أن تريت يا هذا فنحن في خطر. الامر لا يكاد يستهلك تواني في الوقت الذي تتحرك فيه بوصلة الزمن لمجرد الشروع في وصفه. خلاصة القول عظمة الله تعالى تتجلى في كل شيء ولا يمكن مقارنتها بأي شيء صنعه الانسان.