مقالات وأراء

لعـنـة الفراعـنـة : بقلم رنا وليد

المقدمة:-

يأبى الفراعنة ألا يغلقوا باب حكاياتهم حتى بعد رحيلهم عن عالمنا.. مازالت آثارهم تجوب العالم تأبى عظمتهم التي صنعوها

من آلاف السنين أن ترحل .. وربما جعلوا من مقابرهم وموتهم لغزاً آخر فحذارى أن يزعج أحدٌ ما ملوكهم النائمين طويلاً..

وحذارى أن يلمس أحدٌ مقتنياتهم الثمينة.. فإن فعلت ذلك , فربما ستلاحقك لعنة غاضبة.. وهي” لعنة الفراعنة “

 

ما هي لعنة الفراعنة؟

لعنة الفراعنة :من الأمور الشهيرة عالمياً وليس فقط على الصعيد الإقليمي لمصر مسقط الحضارة الفرعونية وذكرت في كتب وتم

صناعة أفلام كاملة مستنده عليها

 

وهي كوارث ومصائب حدثت لمن يتعدون على المقابر الفرعونية وبالفعل تم تسجيل حالات وفاة وحالات تشوه وامراض مزمنة

أصابت من تعدوا على تلك الآثار والمقابر الفرعونية

 

لعنة الفراعنة هي لعنة يزعم البعض وجودها في مقابر المصريين القدماء ،وتؤثر على أي شخص يحاول إزعاج مومياء أحد

الفراعنة .

 

ويزعم كل من صدق بلعنة الفراعنة , أنها ألقيت بالفعل على أشخاص كثيرين أزعجوا مومياوات المصريين القدماء , وخاصة

مومياوات ملوك الفراعنة وقيل أنها تسبب سوء الحظ , والمرض , وحتى الموت , ومع ذلك , المؤرخون غير متأكدين ما إذا

كانت تلك اللعنات مجرد حكايات, أم إنها شيئاً حقيقياً , ومنذ إنتشار أخبار لعنة الفراعنة , تحولت تلك القصص إلى أفلام وروايات

رعب كثيرة.

 

متي حظت لعنة الفراعنة بشهرة واسعة؟

حظت ” لعنة المومياء ” لأول مرة بشهرة واسعة علمياً بعد إكتشاف مقبرة الملك ” توت عنخ آمون ” عام 1922 في وادي

الملوك بالأقصر في مصر .

 

_ فعندما فتح ” هوارد كارتر ” مقبرة الملك توت عنخ آمون , ليجد كنوزاً مخبأة لمدة 3000 سنة , أطلق العنان لشغف عالمي

بمصر القديمة وأسرارها اللا منتهية .

 

وتصدرت كنوز” توت عنخ آمون” المتألقة عناوين الصحف في كل مكان , خاصة بعد إفتتاح غرفة الدفن في 16 فبراير 199958299582239x248993339x24899333

, وكذلك إنتشار التقارير التي تشير إلى الوفاة الغريبة للورد كارنارفون , والذي مات بتسمم الدم وقد كان الممول الرئيسي

لرحلات البحث وبعثات إستكشاف مقبرة “توت عنخ آمون”

 

ما قصة لعنة الملك توت عنخ امون؟

في 29 نوفمبر 1922 , وجد عالم المصريات ” هوارد كارتر ” واللورد كارنارفون ممول البعثة , قبر الملك “توت عنخ آمون”

الذي يحرسه على ما يبدو نقش يحمل تهديداً بالهيروغليفية يقول ” الموت سيأتي على أجنحة سريعة لكل من يزعج سلام الملك “

, ثم قاموا بفتح المقبرة في وقت لاحق , وإكتشفوا هذا الفرعون الشهير جنباً إلى جنب مع ثروة هائلة ونادرة من الكنوز المصرية

القديمة .

 

وقع الحادث الأول الذي أثار الشائعات المحلية عن لعنة الفراعنة في نفس يوم إفتتاح المقبرة , عندما عاد كارتر إلى منزله ووجد

قفص طيوره محتلاً من قِبل أفعى الكوبرا (وهي رمز الملكية المصرية القديمة), أعلن كارتر عن هذه القصة لصحيفة نيويورك

تايمز التي ما لبثت أن نشرت الأمر على أنه لعنة الفرعون المصري توت عنخ آمون حيث يرتدي رمز الأفعى الكوبرا فوق تاجه

بعد ذلك بوقت قصير , أصاب مصير غريب أولئك الذين دخلوا المقبرة , فبعد ستة أسابيع من إفتتاح قبر توت عنخ آمون ,

توفى اللورد كارنارفون , وبعد بضع ساعات من وفاته , أخذ كلبه المحبوب ينبح حتى مات بشكل غريب ,

وتبع ذلك جنون إعلامي دولي , وإنتشر الحديث عن لعنة الملك المصري توت على نطاق واسع .

 

ومن بين الوفيات الأخرى التي نُسبت إلى اللعنة, وفاة السير “أرشيبالد دوغلاس ريد” , وهو أخصائي أشعة قام بعمل أشعة

لمومياء الملك “توت عنخ آمون” , وقد توفى بمرض غامض .

 

ولكن أشار المشككون في تلك اللعنة بأن الكثيريين ممن زاروا المقبرة قد عاشوا حياة طويلة وصحية , وقد أظهرت دراسة

أن من بين 26 شخص كانوا حاضرين عند فتح المقبرة توفى 6 منهم فقط في غضون عقد من الزمان , كما أن ” هوارد كارتر “

عاش طبيعياً حتى مات بعد 20 عاماً من إكتشافه مقبرة “توت عنخ آمون ” .

 

لكن هل تلك اللعنة بالفعل هي أمر خارق للطبيعة او انتقام من الفراعنة الاموات لمن يتعدوا على مقابرهم؟

بكل بساطه لا , هي ليست أمر خارق للطبيعة ولا يوجد ميت سيعود لينتقم

بل الأمر علمي تلك المقابر عمرها آلاف السنين بها جثث تتحلل في بيئة غير صحية بدون تهوية

فمن يقومون بفتح تلك المقابر ويدخلون مباشرة لتلك البيئة التي تعد غرفة مثالية لنمو فيروسات خطيرة ويتعرضون لها مباشرة

فطبعا يصيبهم امراض قاتلة وقديماً لم يكن هناك علاجات متقدمه لعلاج تلك الامراض او قتل تلك الفيروسات وكان العمال

يموتون جراء هذا ومن هنا اشتهرت لعنة الفراعنة

 

أيضاً كان يحدث تشوهات نتيجة الحلاقه فبعض من يفتحون تلك المقابر يكون ذاهب لأمر يراه مهم فكان يتهندم ويحلق لحيته وبعد

حلاقة اللحية تظل مسام الجلد مفتوحة وعرض لإستقبال أى شئ في الهواء فطبعا عند استقبال فايروس قد يسبب تشوهات في

الجلد ويسهل انتقال العدوى والمرض بتلك الطرق

 

أما الآن لم نعد نسمع عن تلك الامور وذلك لان العلماء المتخصصين في الآثار فهموا ما يحدث فأصبح عند فتح أى مقبرة يتم

الإنتظار يوم أو يومين لتتعرض للتهوية وضوء الشمس

 

أيضاً لم يعد أحد يحلق لحيته أو يدخل المقبرة ولديه اى نوع من الجروح المفتوحة التي قد تكون وسيلة لإصابته بالمرض

 

وبينما يصرّ الكثيرون على أن سلسلة الوفيات والمصائب التي حدثت لأولئك الذين دخلوا مقبرة توت عنخ آمون قد نُسبت إلى لعنة

الفراعنة , فقد بحث العلماء والباحثون عن تفسيرات أكثر عقلانية , ففي السنوات الأخيرة , إقترح بعض العلماء أن لعنة الفراعنة

ذات طبيعة بيولوجية ,حيث يفترض العلماء أن المصريين القدماء قد ختموا مقابرهم ببعض الكائنات الممرضة , والتي من الممكن

أن تكون خطرة أو حتى مميتة لأولئك الذين يفتحونها بعد آلاف السنين – وخاصة من هم مثل اللورد كارنارفون الذي كان يعاني

من ضعف جهاز المناعة , فعلى سبيل المثال تكهن البعض بإن اولئك الذين ماتوا قد يكون السبب في موتهم مرض غامض

أو ربما تعرضوا لفطر مميت أو بكتيريا سامة داخل غرفة الدفن , وقد أظهرت الدراسات المخبرية لبعض المومياوات المصرية

القديمة , أنها تحمل العفن أوالفطريات بما في ذلك Aspergillus niger , وAspergillus flavus , والتي يمكن أن تسبب

الإحتقان أو النزيف في الرئتين , كما أن البكتريا التي تصيب الرئة مثل Pseudomonas و Staphylococcus تنمو على

جدران المقابر , والخفافيش التي تسكن المقابر المحفورة , تحمل فضلاتها فطراً يمكن أن يسبب بداء النوسجات التنفسي الشبيه

بالإنفلونزا .

 

كما أنك عندما تفكر في المقابر المصرية, لا يخطر ببالك غير المومياوات والكنوز, ولكن المقابر المصرية القديمة تحتوي

ايضاً على مواد غذائية مثل الخضار والفاكهة واللحوم , والتي يتم دفنها مع الفرعون في رحلته إلى الآخرة.

 

الخاتمة:-

نجد أن الفراعنة لم يتركوا لنا باباً لأياً من أسرارهم مفتوحاً على مصراعيه , أحاطوا علومهم , وتاريخهم , وآثارهم , بهالة

غامضة على مدى آلاف السنين .. وربما بالفعل حرسوا أمواتهم أيضاً بإحدى تلك الأسرار التي لم يفسرها علمنا الحديث بعد

, ولا نعرف هل سينجح العلم أمام الأسطورة أم سيظل شاهداً على أغرب حضارة عرفها التاريخ .

 

 

لعـنـة الفراعـنـة : بقلم رنا وليد

لعـنـة الفراعـنـة : بقلم رنا وليد
لعـنـة الفراعـنـة : بقلم رنا وليد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية العربية هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم