(صدقات مازالت جارية)

بقلم/ هاجر طارق
قدمت لنا الحضارة الإسلامية العديد من الإبداعات في فنون العمارة وقدمت لنا أيضا عادات خيرة ظلت فينا حتى يومنا هذا.
هذه العمارة تتمثل في؛
-الخانقاة:(بيت التعبد ومأوى الزهاد)
ظهرت الخنقاوات في العصر الأيوبي…واستمرت وازدهرت فى المملوكي،
و هو مبنى دينى، يرمز لمكان إقامة الصوفية، وكان للخانقاة دور تعبدى وآخر تعليمى فقهى.
والخانقاة كلمة مركبة من أصل فارسى، ومعناها دار التعبد.
تراجعت الخانقاوات فى نهاية العهد المملوكى، وتحولت بحلول العصر العثمانى إلى تكايا.
-التكاية:
كانت تؤدي التكايا نفس وظيفة الخنقاوات،
وكانت مخصصة للمنقطعين للعبادة من المتصوفة،
وخلال العصر العثمانى قامت بتطييب المرضى وعلاجهم، وهو دور تقوم به البيمارستانات فى العصر الأيوبى والمملوكي، وفى العصر العثمانى أهملت البيمارستانات وأضيفت مهمتها إلى التكايا.
تتشابه التكاية مع الخانقاه فى إقامة حلقات الدروس للمتصوفة،
لكن الدراسة فى الخانقاه كانت إجبارية، ويتولى مشيختها كبار العلماء والفقهاء وتمنح الدارسين إجازات علمية،
أما التكية فلا التزام على المقيمين فيها، ولا تقام فيها فصول دراسة منتظمة، وإن لم يخل الأمر من محاضرات للوعظ والإرشاد، وحلقات الذكر.
وهناك حسنة أيضا للعصر المملوكي
وهي؛
-الأسبلة:(مكان مخصص لتوفير المياه)
وتوجد الأسبلة في الطريق لسقية المارة، والبعض منها يكون ملحق بالمساجد.
وكان الغرض من هذه الأسبلة هو غرض روحي، وهو كسب الأجر والثواب لسقي المارين العطشة، وكانت هذه العادة عند العرب عبر العصور وذلك دليل على كرمهم ومروئتهم.
فنحن حتى الآن نضع سبل في الشوارع لسقي المارة يشعرون بالعطش من الطريق.
فما أجمل هذه العادة التي اعتدنا عليها من قديم الأزل!
وما أجمل أن يكون الخير بيننا دائما!
ويذكر التاريخ الشعبى السقاء الذى يحمل «قربة الماء» الجلدية على ظهره، أو فوق حماره ليوزعها على البيوت، وكان يملأها من الأسبلة النقية المنتشرة فى الشوارع.
ونجد مظهراً آخر يؤكد حرص المصريين على النظافة الخاصة. وهى؛
-الحمامات العامة:
تلك المنشآت التى أبهرت الرحالة الأجانب الذين زاروا مصر واعتبروها مظهراً حضارياً أفضل مما كان موجوداً فى أوروبا بالفترة نفسها. وكان هناك حمامات للرجال وأخرى للنساء. أو تخصص أوقاتا للرجال، وأخرى للنساء.
وكان القائمون على الحمامات يتنافسون على إرضاء الزبائن بالماء الساخن والصابون المعطر وغيرها من وسائل النظافة.
وأصبحت كل هذه العمارة الاجتماعية العظيمة تحت تهديد الاندثار، نتيجة لزحف المبانى الحديثة على التكايا والأسبلة والحمامات التى تمثل أحد أجمل وجوه القاهرة التاريخية.
فما أجمل أن نحافظ على هذه المباني ونعيد استخدمها …حتى إذا تم إعادة إستخدامهم في وظيفة غير الوظيفة الأصلية.